0 عباس محمود العقاد حياته – شعره 1889 – 1964

window-internet for blogger tutorial






عندما يكون المرء عملاقاً في قامته، فإنه يلفت اهتمام عيون الناس. وعندما يكون عملاقاً في قدره وثقافته وإبداعه وإحساسه بكرامته، فإنه يلفت قلوب وعقول الناس وكان عباس محمود العقاد عملاقاً في قامته، وفي قدره وثقافته وإبداعه، وإحساسه بكرامته فدخل عيون الناس وقلوبهم وعقولهم.

بدأ العقاد عمله في الصحافة في صحيفة "الدستور" سنة 1907 مع المفكر محمد فريد وجدي. ولم يمض عام على عمله في الصحافة حتى أصبح أول صحافي يجري حواراً مع وزير، هو الزعيم الوطني سعد زغلول، وزير المعارف في ذلك الوقت.

أغلقت "الدستور" عام 1909 واضطر العقاد ، تحت ضغط ظروف الحياة المعيشية، إلى بيع كتبه، إضافة إلى قيامه بإعطاء بعض الطلاب دروساً خصوصية. ولكنه لم يتمكن من مجابهة الأعباء المادية، فاضطر إلى السفر عائداً إلى أسوان، حيث ألف كتاب "خلاصة اليومية" واستقر في أسوان سنتين، وعانى في هذه الفترة من آلام المرض وضيق اليد.

عاد العقاد إلى القاهرة، حيث تعرف إلى عبد القادر المازني، وتوثقت الصلة بينهما عام 1911، وكان الأديب محمد المويلحي، صاحب كتاب "عيسى بن هشام" من المعجبين بكتابات العقاد، فأسند إليه سنة 1912 وظيفة مساعد لكاتب المجلس الأعلى لديوان الأوقاف.

وتعرف خلال تلك الفترة إلى الأدباء والشعراء أمثال عبد العزيز البشري ومصطفى الماحي، وأحمد الكاشف، وكان يكتب مقالات في "البيان" و "الجريدة" وألف كتاب "الإنسان الثاني".

وكتب تلك السنة مقدمة الجزء الثاني من ديوان عبد الرحمن شكري، وكتب فصولاً نقدية في مجلة "عكاظ" كما كتب عام 1918 في صحيفة "الأهالي" لصاحبها عبد القادر حمزة، ونجح العقاد بعد عمله في جريدة "الأهرام" سنة 1919 ، في كشف خداع لجنة ملز وتدليسها من خلال تلاعبها في ترجمة النصوص الخاصة بالحكم الدستوري لمصر، وانضم إلى جماعة "اليد السوداء" المعارضة للحكم، واشترك في كتابة منشوراتها.

وحين أعياه المرض عام 1912 عاد إلى أسوان حيث نشر الجزء الثالث من ديوانه، واشتراك مع المازني 1912 في تأليف كتاب "الديوان في النقد والأدب" كما أصدر كتاب "فصول" وإلى جانب مقالاته في "الأهرام" عمل في صحيفة "المحروسة".

انضمّ إلى حزب الوفد بقيادة سعد زغلول عام 1923، وعمل في صحيفة "البلاغ" ونشر كتابه "مطالعات في الكتب والحياة" ثم إنشق عن الوفد سنة 1933، وأصدر ديوانه "وحي الأربعين" كما أصدر العام ذاته ديوان "هدية الكروان".

وأصدر سنة 1936 صحيفة "الضياء"، لكنها لم تستمر، وكتب في صحيفة "الفتاة" مهاجماً معاهدة 1936، وأصدر عام 1937 ديوان "عابر سبيل" وإنضم إلى عبد القادر حمزة في تحرير جريدة "البلاغ".
ونشر سنة 1938 قصة "سارة" وعام 1939 كتاب "رجعة أبي العلاء". وأصدر كتابين عام 1940 هما "هتلر في الميزان" و "النازية والأديان" وعُيّن عضوا في المجمع اللغوي.

سافر إلى السودان سنة 1942، وأصدر تلك السنة ديوان "أعاصير مغرب" ونشر كتابي "عبقرية محمد" و "عبقرية عمر" وعين عام 1956 عضواً في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب ومقرراً للجنة الشعر، وحصل على جائزة الدولة التقديرية عام 1959.





آه من التراب

ألقيت بمناسبة وفاة الأديبة مي زيادة

أين في المحفل "مي" يا صحابْ ؟
عودتنا ها هنا فصل الخطاب
عرشها المنبر مرفوع الجناب
مستجيب حين يُدعى مستجاب
أين في المحفل "مي" يا صحاب ؟
***
سائلوا النخبة من رهط النديّ
أين ميَ ؟ هل علمتم أين الندى مي ؟
الحديث الحلو واللحن الشجي
والجبين الحر والوجه السني
أين ولى كوكباه؟ أين غاب ؟


**معاركه السياسية


خاض العقاد العديد من المعارك الفكرية والسياسية بشجاعة وقلم لا يرتجف، ومن أهم المعارك السياسية التي خاضها، عندما كان عضواً في البرلمان، دفاعه عن الدستور وحملته على من يحاولون النيل من حقوق الشعب، وقال آنذاك: "إن الأمة على استعداد لأن تسحق أكبر رأس يخون الدستور أو يعتدي عليه" وكان يقصد بأكبر رأس، رأس الملك فؤاد، ولذلك قدّم إلى المحاكمة بتهمة العيب في الذات الملكية، وحُكم عليه في آب سنة 1933 بالسجن مدة تسعة شهور.

إنشق العقاد سنة 1933 عن حزب "الوفد" وحمل على وزارة توفيق نسيم، التي كان من المفترض أن تعيد الدستور وتمهد لوزارة وفدية يرأسها مصطفى النحاس، وكان يرى أن هذه الوزارة تعمل لحساب "السراي" الملك فؤاد، تارة ولحساب الإنجليزية طوراً.

كما حارب العقاد الفاشية والنازية في قمة انتصارهما، وتوقع لهما الزوال وفي عهد الزعيم الوطني سعد زغلول لم يُطلب منه الكف عن الكتابة أو تخفيف الحملات ضد خصومه.

ولم يكن العقاد يساق في خصوماته السياسية إلى الحد الذي يُنسيه واجب الخلق ويصرفه عن المثل العليا، فالعقاد السياسي رجل أخلاق قبل كل شيء. وللأخلاق أثر كبير في حياته السياسية والأدبية.

قامت زوبعة في البرلمان ضد كتاب "الشعر الجاهلي" وصاحبه الدكتور طه حسين، الذي كان من خصوم العقاد السياسيين، وكان حزب الوفد هو صاحب هذه الحملة، وكان من المنتظر أن ينضم العقاد إلى حزب الوفد في حملته بوصفه من الأعضاء الوفديين في البرلمان، لكن العقاد دافع عن حرية الرأي وإعطاء الحرية للأديب ليكتب ما يشاء، وتحولت الحملة لصالح صاحب الكتاب نسبياً، وحوّل الكتاب إلى لجنة من أديبين كبيرين لفحصه وتقديم تقرير عنه، فقام العقاد مرة ثانية ليقول:

"إن أعضاء اللجنة لا يبلغون شأو مؤلف الكتاب".


وكانت معاركه الأدبية أيضاً ساخنة. فقد هاجم شعر أحمد شوقي في الوقت الذي كان شوقي ملء الأسماع، يردد الناس أشعاره بشغف لما فيها من جمال وصور وموسيقى، وكانت أشد معاركه الأدبية مع مصطفى صادق الرافعي، فقد استمرت هذه المعركة طويلاً، وكان كل واحد منهما يتربص بالآخر، وقد هاجم العقاد ، الرافعي في كتابه "الديوان".

وكان من الطبيعي أن يرد الرافعي على العقاد وينتقد شعره ويتهمه بالجمود والضعف والركاكة.


كل الناس إلا عباس

ويقول العقاد: إن الأمهات كن يقلن لأولادهن حين يقتربون للعب معه: "امزح مع من شئت يا بني، ولكن: "كل الناس ولا عباس".

لكن العقاد في حقيقته كان ساخراً، ويضحك من قلبه للنكتة إذا ألقاها غيره، ويعلق بقفشات ظريفة. وكان له الكثير من الشعر الخفيف والزجل أيضاً. ومن أشعاره الساخرة، حين ولدت كلبة أحد أصدقائه، قوله محيياً المولود الجديد:

أعلني يا فلَوْرَةُ الأفراحا ... واملئي الأرض والسماءَ نباحاً
ماحبا الدهر بنت كلب بأعلى ... من ذراريك نصرةً ولقاحاً


ومات كلب العقاد "بيجو"، فهجاه قائلاً بسخرية ظريفة، رغم حزنه الشديد:

بيجو

حزناً على بيجو تفيض الدموعْ
حزناً على بيجو تثور الضلوع
حزناً عليه جهدَ ما أستطيع
وإن حزناً بعد ذاك الوَلوع
والله –يابيجو- لحزن وجيع
***
حزناً عليه كلما لاح لي
بالليل في ناحية المنزل
مسامري حيناً ومستقبلي
وسابقي حيناً إلى مدخلي
كأنه يعلم وقت الرجوع
***
وكلما داريت إحدى التحفْ
أخشى عليها من يديه التلف
ثم تنبهت وبي من أسف
ألا يصيب اليوم منها الهدف ...
ذلك خير من فؤاد صديع
***
حزني عليه كلما عزني
صدق ذوي الألباب والألسن
وكلما فوجئت في مأمني
وكلما اطمأننت في مسكني
مستغنياً. أو غانيا بالقنوع
***
وكلما ناديته ناسياً:
بيجو! ولم أبصر به آتيا
مداعباً مبتهجاً صاغياً...
قد أصبح البيت إذن خاويا
لا من صدى فيه ولا من سميع



**متعدد القدرات


لم يكتسب العقاد مكانته الأدبية من جاه ، ولا من وظيفة، أو من لقب علمي، حيث لم يحصل سوى على الشهادة الابتدائية، وقد رفض أن تمنحه الجامعة الدكتوراه قائلا: "من هذا الذي يستطيع أن يمنح العقاد الدكتوراه؟". وكان يقول باستمرار "إن واجب الأدب العربي المعاصر أن يتطور بأدبنا في ضوء الآداب الغربية حتى يخرج به من عالمه التقليدي بقيوده وأغلاله اللفظية والمعنوية إلى عالم حر فسيح، تندفع فيه أمتنا العربية اندفاعاً إلى حرية التفكير والتعبير".

وانفتحت له أبواب الأدب العربي والآداب الغربية على مصاريعها، ونفذ من كل ذلك إلى صورة أدبية عربية جديدة، كما يقول الدكتور شوقي ضيف. وترجم العقاد لطائفة من أعلام العروبة ورجال الإسلام، وابتغى من ترجمته لهم أن ينصفهم وأن يوفيهم حقهم من الثناء والإعجاب، كما ابتغى أن يتخذ الشباب منهم المثال والقدوة الحسنة فيترسموا خطواتهم ويمضوا على نهجهم ويزدادوا صلابة في دينهم وقوميتهم وعروبتهم. وقد جعلته هاتان الغايتان لا يُعنى في أكثر الأمر بسيرة من ترجم لهم، بل بتحليل شخصياتهم الإنسانية، وأن يُعنى بنواحي الكمال في تلك الشخصيات.

وعبقريات العقاد ليست سيراً بالمعنى التاريخي المألوف وإنما هي صور وتشخص الملكات والأخلاق، ولذلك قلما احتفل فيها بالأحداث والوقائع، وحتى أرقام السنوات التي ولد فيها أصحاب العبقرية وتوفوا قلما وقف عندها لأنه لا وزن لها في الصورة التي قصد بها إلى رسم المزايا والخصائص الخلقية والنفسية والإنسانية للعبقرية.

إن عبقرية الإمام علي جديرة بأن نعرفها اليوم فقد حللها المؤلف النابغة تحليلاً دقيقاً. وعرضها في بلاغة وقوة عرضاً يقف القراء على مالها من قيم عالية، وما كان يدين به رضي الله عنه من مبادئ الحق والفضيلة والإصلاح.



حاطم الأصنام

أنا حاطم الأصنام والقبب ... ألحقت منها الرأس بالذنبِ
في أمة الألقاب أسبقهم ... سعياً بلا نعت ولا لقب
في أمة الأموال أتركهم ... بعدي بلا مال ولا نشب
في أمة الأنساب أنشئ لي ... نسباً من العلياء والأدب
عجباً، وقل ما شئت من عجبٍ ... إني شبيهك أنك في عجبي
هب تلكم الأصنام واهبة ... لي غفوها يأساً من الغضب
أتظن عابدهن مغتفراً ... صلواته في غابر الحقب؟



**العملاق العاشق


كان العقاد عاطفياً جداً، لكنه لم يوفق في حبه، ولم يصادف المرأة التي تصون هذه العظمة الفكرية، فشاء القدر أن يحجب عنه القلب الوفي, رغم أنه كان يقول: إنه يتمنى أن يعرف ألف امرأة ويعشقها.

أحب العقاد سارة ومي في وقت واحد، وكانت مي أديبة مفوهة، وكان أسلوبها البلاغي فريداً، وطباعها شرقية، ولعل هذا التميز في شخصيتها هو أول ما جذب انتباه العقاد لها، حين رآها لأول مرة في مجلة "المحروسة" وكان عمره لا يزيد على سبعة وعشرين عاماً وكانت مي لا تتجاوز الحادية والعشرين.

وكتبت ميّ في إحدى رسائلها إلى العقاد: حينما أرسل لها بعض قصائده "إعجابي بقصيدتك البليغة في معناها ومبناها فاق كل إعجاب، وقد اغتبطت بها غبطة لا حد لها، واحتفظت بها في مكان أمين بين أوراقي خوفاً عليها من الضياع، إنني لا أستطيع أن أصف لك شعوري حين قرأت هذه القصيدة، وحسبي أن أقول لك إن ما تشعر به نحوي هو نفس ما شعرت به نحوك منذ أول رسالة كتبتها إليك وأنت في بلدتك التاريخية أسوان، بل نني خشيت أن أفاتحك بشعوري نحوك منذ زمن بعيد، منذ أول مرة رأيتك فيها في دار "المحروسة" إن الحياء منعني، وقد ظننت أن اختلاطي بالزملاء يثير حمية الغضب عندك، والآن عرفت شعورك وعرفت لماذا لا تميل إلى جبران خليل جبران".

كانت مي تحبه ، ولم تكن تعلم شيئاً عن حبه لسارة، والتي كانت مثالاً للأنوثة الدافئة، ناعمة رقيقة لا يشغل رأسها إلا الاهتمام بجمالها وإن كانت تهتم أيضاً بالثقافة، وقد ملأت سارة حياة العقاد سروراً ومرحاً، وكان للأيام السعيدة التي قضاها معها أثر كبير في أدبه، إلا أن شبح الشك الرهيب بدأ يكشر عن أنيابه ويعكر صفو تلك العلاقة حتى انتهت، وقد أصبحت قصة الحب هذه عنواناً لقصته الوحيدة.

وعندما شعرت مي بأن هناك شبح امرأة في حياة العقاد زارته على حين غرة في مكتبه، وهي الزيارة الأولى والأخيرة فرحب بها وأبدى استغرابه لزيارتها المفاجئة وابتهاجه بسؤالها عنه، وأنصت لها، فقالت بعد فترة وصوتها يتهدج "لست زائرة ولا سائلة". ونظرت إليه كمن يستحلفه بأن لا يتكلم وانحدرت من عينيها دمعتان، فما تمالك نفسه وتناول يدها ورفعها إلى فمه يريد تقبيلها فمنعته، ولم تكف عن النظر إليه، ثم استجمعت عزمها ونهضت منصرفة وهي تتمتم هامسة "دع يدي ودعني".

وأبرم العقاد هدنة مع قلبه، ولكن الحب عاد في العقد الخامس من عمر العقاد وانتهك هذه الهدنة، ووقع العقاد أسيراً للحب مرة أخرى.

وكانت الحبيبة هذه الفترة فتاة سمراء دعجاء العينين أحبت العقاد، وكان يخشى على قلبه من شبابها، ولم تكن تعرف هنومة، قيمة العقاد، ولم يقبل المحب الكبير المشاركة في الحب، فهو لا يمكن أن يكون واحداً ضمن عشرات من الناس الذين يحبونها أو تحبهم، هنومة ، تلك أصبحت ممثلة مشهورة معروفة، ومازالت تعيش حتى الآن.

نهل العقاد من شؤون المرأة أكثر من غيره وخصص لدراستها أربعة كتب هي: الإنسان الثاني أو المرأة عام 1912، "وهذه الشجرة" دراسة شاملة عن المرأة عام 1945". و"المرأة في القرآن"عام 1960، و "المرأة ذلك اللغز". كما خصص كتابين لشخصيتين من النساء أولاهما: "الصديقة بنت الصديق" عام 1934، عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وثانيتهما "فاطمة الزهراء والفاطميون"، عام 1938، أما "سارة" فهي قصته الوحيدة، وهي تاريخ أدبي للمرأة.




صورة الحبيب

كملت صنعة (المصوّر) فيه ... وتحدّته صنعة الرسام
وجلت طلعةً من الظل إلا ... إنها النور كوكبي الوَسام
هي نورٌ من السماء وظلٌّ ... وارفٌ للجمال والالهام
آمنٌ فيه حسنُه وصباه ... من حؤول السنينَ والأيام
ما أحيلى ابتسامة فيه تبقى ... وعزيز جداً بقاءُ ابتسام
***
ايه يا صورة الحبيب ألمي ... وأنيري ليالي المستَهام
أنت كالطيف بيد أنك طيف ... ليس يسري إلى جفون النيام
وتضنين بالكلام علينا ... ربّ طيف قضى حقوق السلام
فلعل السكوت منك شبيه ... بتناجي الأرواح والأفهام
قد يطول السكوت بين حبيـ ... بـين وقلباهما نجيّا غرام
صادك النور لا كما صاد طيفاً ... في شباك الكرى رسول الظلام



اعتراف

قل للمليحة مالها ... غضبى تحرمني الرقاد
تنسى وتجهل قدرها ... في القلب ، وهو لها مهاد
هذا اعترافي يا مليحـ ... ــة فاغفري ذنبي المعاد
أنا إن خدعتك فاعلمي ... ان الخداع إلى نفاد
فخدي الحقيقة كلها ... مني، على رغم السداد (1)قلبي، فداك، القلب بيـ ... ـن يديك مسلوب القياد
فاطغي عليه واحكمي ... حكم المليك على العباد
أنت الأعز من الحيا ... ة ، وما الحياة بلا وداد؟
بخلت ببعض مرادها ... ومنحتني كل المراد
***
هذا اعترافي يا مليحة ليس ينقص أو يزاد
حصني أبوح بسره ... لك، وهو مرفوع العماد
وأرك كل مقاتلي ... وأخون نفسي في الجهاد
***
وإذا جفوتك مرة ... والغيظ يلعب بالرشاد
وهواك يغلبني فلا ... أدري الوصال من البعاد
قولي: "فؤادك لي أنا" ... "هيهات مالك من فؤاد!"
"أنا ان اردت أعدته ... أو لا أريد فلا معاد"
"فاحفظ غضابك أو رضا ... ك لما ملكت من العتاد"
" وأنا المليكة ها هنا ... حكمي يسود ولا يساد"





في البعد والقرب

لن يطيب يوما لن يطيبا ... هنْ عليّ اليوم أن كنت حبيبا
لا تكن ناراً من الشوق ولا ... دمعةً حرى، ولا قلباً كئيباً
لا تكن صحراء في البعد وقد ... كنت لي في القرب بستاناً رطيبا
إن تغيب شمساً فأوصِ النوم بي ... قبل أن تعرض عني أو تغيبا
***
يا حبيبي – بل فكن ما كنت لي ... صانك الله بعيداً وقريبا
واجعل الأنس نصيبي فإذا ... غبت عني فاجعل السهد نصيبا
كن نعيماً وعذاباً ومُنى ... تملأ النفس ، وحرمانا مذيبا
هكذا الحب دواليك فمن ... لم يكنه، لم يكن قط حبيبا

Sharing Widget bychamelcool

تعليقات الفايسبوك :

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
تعريب وتطوير نافذة على الأنترنيت
تابعنا عبر twitter - تابعنا عبر facebook - اشترك عبر خدمة RSS - اشترك عبر البريد الالكتروني